
يبدو أن التقدم التكنولوجي لا يعني الاستغناء عما قدمته لنا الحضارات القديمة، حيث يعكف العلماء على دراسة فخار إغريقي للتمكن من تحسين الدروع الحرارية لصواريخ الفضاء
الفخار الإغريقي الذي يبلغ عمره 2500 عام يعتقد العلماء أنه سيساعد في تحسين مدى تحمل الصواريخ الفضائية لدرجات الحرارة المرتفعة، ويعملون حالياً على فحصه بالأشعة السينية للحصول على المزيد من المعلومات حول بناء جزيئات الفخار الأثري.
يُذكر أن مركبات الفضاء تستخدم حالياً السيراميك الحراري الذي يمكنه تحمل مدى مذهل من درجات الحرارة تتراوح من سالب 120 درجة مئوية في الفضاء البارد حتى 1650 درجة مئوية التي تنتج عن الاحتكاك أثناء دخول الغلاف الجوي للأرض وهي كافية لصهر المعدن.
قطع السيراميك الحراري التي تبلغ 27 ألف قطعة تغطي المركبات الفضائية، وقد اختيرت لأنها مصنوعة من السيليكا التي تمنع الحرارة من الانتشار.
وقد اكتشف العلماء أن الأصباغ التي تغطي الفخار الأثري يمكنها، ليس فقط تحمل الحرارة الحارقة، بل والبقاء مستقرة كيميائياً، وفقاً لما ذكرت صحيفة “الديلي ميل” البريطانية.
وقد ذكر مارك زاربيشين لموقع ” Physorg” العلمي أن السيراميك الحراري مستخدم في كافة الأجهزة الفضائية ومركبات الفضاء، مضيفاً أنهم في حاجة للتعرف على التفاعلات الداخلية للمواد المستخدمة في الفخار الأثري حتى نحصل على فهم أفضل للأشياء التي يمكن أن نواجهها في العالم الحقيقي أثناء صنع الأشياء الخاصة بالفضاء.
وذكرت كارين تيرنتالمان، المسؤولة عن المشروع، أنه رغم كون الفخار يعود تاريخه إلى القرنين الخامس والسادس قبل الميلاد فإن ذلك لا يعني أنه بلا جدوى، فالأشياء لا تحتاج إلى أن تكون معقدة حتى تكون متقدمة.


0 التعليقات:
إرسال تعليق