
كشفت
دراسة حديثة أن الأطفال الذين يسكنون المدن المكتظة بالمباني والخالية من
المساحات الفضاء المفتوحة أكثر عرضة للإصابة بحساسية زائدة لأنواع الأغذية،
مقارنة بغيرهم من الأطفال الذين يقطنون المناطق الريفية.
وجاء
في الدراسة الأميركية أن الأطفال الذين ينشأون في المناطق الحضرية
المزدحمة، أكثر عرضة للإصابة بالحساسية من تناول الفول السوداني أو
المحار، بنسبة تزيد عن الضعف، مقارنة بأقرانهم من سكان المناطق الريفية.
ويعتقد العلماء والأطباء أن "مرض الحساسية الزائد لبعض أنواع الطعام، يمكن أن يحدث نتيجة التعرض للملوثات في سن مبكرة".
على العكس من ذلك، وكما تؤكد الدراسة، فإن "أطفال الريف يمكن أن يقوى جهاز المناعة لديهم، نتيجة تعرضهم للبكتريا المنتشرة في الطبيعة".
وذكرت الدراسة أن "نسبة 10% من حديثي الولادة في المناطق المكتظة بالسكان تعاني من مرض الحساسية، وذلك مقارنة بنسبة 6 % فقط في أوساط أقرانهم المولودين في المناطق التي لا تعاني من كثافة سكانية".
ويقول
أستاذ طب الأطفال المساعد في كلية طب فينبرغ في جامعة نورثويسترين،
والمشرف على الدراسة، الدكتور روشي غوبتا إن "فريق العلماء اكتشف ولأول مرة
وجود علاقة بين الكثافة السكانية وبين ارتفاع نسبة إصابة الأطفال
بالحساسية الزائدة لأنواع معينة من الطعام".
وأضاف أن "في هذه النتيجة دليل على مدى تأثير البيئة على الإصابة بمرض الحساسية المفرطة للغذاء".
كما أشار كذلك إلى "أن مثل هذا التأثير قد حدث من قبل في حالات أخرى، مثل الإصابة بالربو". والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا السياق هو : ما الذي تحتوي عليه البيئة ويسبب الحساسية؟ وأكد غوبتا أن "المزيد من الفهم للعوامل البيئية سيساعد كثيرًا على الوقاية من أمراض الحساسية".
وكانت الدراسة قد شملت 38465 طفلاً وصبيًا وصبية تقل أعمارهم عن 18 عامًا وبخلفيات متنوعة".
وأضافت الدراسة أن "نسبة 40% من الأطفال الذين يعانون من حساسية لبعض أنواع الطعام تعرضوا لأزمات كادت تودي بحياتهم".
وكانت أبحاث سابقة قد كشفت عن انتشار أمراض مثل الربو والأكزيما والتهاب الأنف المخاطي والتهاب باطن الجفن في المدن بمعدلات تفوق المناطق الريفية.
ومن المعروف أن زيادة معدلات الإصابة بالحساسية للغذاء كانت قد ارتفعت ارتفاعًا كبيرًا خلال العشرين سنة الماضية، ومن بين أعراضها الحكة واحمرار البشرة وتورم الوجه، غير أن أخطر هذه الأعراض، هو ما يُعرف بصدمة الحساسية المفاجئة التي يمكن أن تودي بحياة المريض على الفور.
يذكر أن هذه الحساسية المفرطة تحدث عندما يخطئ الجهاز المناعي في التعامل مع البروتينات الموجودة في الطعام على أنها مصدر تهديد للجسم، وهي في واقع الأمر غير ضارة بالجسم.
ويقول العلماء إن "أكثر أنواع الأغذية التي تسبب الحساسية لدى الأطفال، هي الحليب والبيض والفول السوداني والمكسرات والسمك والمحار. أما أكثرها حساسية للكبار، فهي الفواكة مثل التفاح والكمثري والخوخ والكيوي، والخضروات مثل البطاطس والجزر والكرفس، إضافة إلى المحارة والفول السوداني والسمك".
0 التعليقات:
إرسال تعليق