ضغط الدم يُهدد مرضى السكري بالسكتة الدماغية

http://www.arabstoday.net/images/stories/november2011/5y4eg5hg5y5t.jpg
على الرغم من أن مرضى السكري يدركون تمامًا أهمية التحكم في نسبة السكر في الدم، لكن الكثيرين منهم وللأسف الشديد لا يقدر أهمية الحفاظ على ضغط الدم منخفضًا والحيلولة من دون ارتفاعه. وفي هذا السياق يشير مكتب الإحصاء القومي البريطاني لمرض السكري إلى "زيادة في معدلات الإصابة بالسكتات الدماغية في أوساط مرضى السكري، فقد تعرض ما يقرب من 16 ألف من مرضى السكري في إنكلترا إلى سكتة دماغية خلال عامي 2009 و 2010 أي بزيادة 57 % عما كان عليه الوضع خلال عامي 2006 و2007.

يذكر أن أعراض السكتة الدماغية تتمثل في بعض الحالات في شعور المريض بما يشبه الصدمة الكهربائية في جانبه الأيسر وفقدان الإحساس في هذا الجانب، بما يعني إصابته بنزيف في أوعية الدم في المخ. ويقول العلماء إن "هذا النوع من السكتات الدماغية يشكل خطورة جسيمة على حياة المرضى، إذ إن ثلث من تعرضوا إليها قد لقوا حتفهم خلال شهر من تاريخ الإصابة، وإذا نجا المريض منها، فإنه يعاني من تخدر في جانبه الأيسر مع التعرض لحالة من التيبس والتعب من أقل مجهود مع صعوبة في الكلام، ويشكل مرض السكري أحد الأسباب وراء السكتات الدماغية ولكن الخطورة تتضاعف مع ارتفاع ضغط دم مريض السكري".
وعلى الرغم من أن الوزن الزائد والبدانة تزيد من مخاطر الإصابة بالسكتات الدماغية والقلبية، لكن مخاطر هذه السكتات تتزايد في أوساط مرضى السكري حتى ولو كانت أوزانهم معتدلة. ويؤكد العلماء أن "السبب في ذلك يرجع إلى ارتفاع مستوى ضغط الدم لدى هؤلاء المرضى، إذ إن الخلايا المكونة للأوعية الدموية والتي عادة ما تحافظ على مستوى ضغط الدم ضمن معدلاته الطبيعية يمكن أن تتعرض للتلف لدى مرضى السكري".

ويقول رئيس مركز أمراض السكري في مستشفى إبسويتش الدكتور جيري ريمان إن "مرض السكري يتسبب في تلف جدران الأوعية الدموية الكبيرة والصغيرة، وكذلك يفعل ارتفاع ضغط الدم، وفي حالة إصابة الفرد بكلا المرضين، وهما السكري وارتفاع ضغط الدم، فإن مخاطر الإصابة بالسكتات الدماغية تتضاعف".

ويؤدي مرض السكري إلى إتلاف الأوعية الدموية الواسعة في المخ، مما يتسبب في الإصابة بالسكتة الدماغية، إما عن طريق انفجار الأوعية الدموية، وبالتالي نزيف الدم في المخ أو عن طريق ضيق الأوعية الدموية، بما يتسبب في حدوث الجلطة الدموية.
وتزداد خطورة ضيق الشرايين والأوعية الدموية مع ارتفاع مستوى دهون الدم وارتفاع ضغط الدم، وكلاهما شائع بين مرضى السكري، الأمر الذي يؤدي إلى تعرض مريض السكري إلى تأثير ثلاثي مضاعف.

وفي هذا الصدد يشير الأطباء إلى "ضرورة قيام مرضى السكري في التحكم في مستوى ضغط الدم عند معدلاته الطبيعية، وهناك من يقول إن "أهم ما ينبغي على مريض السكري فعله، وهو قياس ضغط الدم والحفاظ عليه بصفة دائمة عند معدل 130/80 ، وهو معدل يقل عن المعدل الطبيعي المستهدف لدي الشخص العادي، وهو 140/90.

وجاء في دراسة حديثة أجرتها جمعية مرضى السكر في بريطانيا أن أكثر من نصف مرضى السكري في بريطانيا يعانون من انحراف في معدلات ضغط الدم، وأن هناك ما يزيد عن 30 % من السكان عمومًا مصابون بارتفاع ضغط الدم.

وتؤكد الإحصائيات أن "عمر مريض السكري يقل عشر سنوات عن غيره ممن لا يعاني من المرض، وأن السبب الرئيس في ذلك يرجع إلى المضاعفات المصاحبة للمرض، بما في ذلك الإصابة بالسكتة الدماغية أو السكتة القلبية أو الفشل الكلوي".
 وهي مخاطر لا يدركها الكثيرون من مرضى السكري. وعلى الرغم من أن ارتفاع ضغط الدم يشكل خطورة على كل من مرضى النوع الأول والنوع الثاني من السكري، لكن الخطورة تتعاظم بصفة خاصة مع النوع الثاني الذي يرتبط بالبدانة.

ويلقي العلماء باللوم على كثير من الأطباء الذي يقللون من مخاطر النوع الثاني من مرض السكري بصفة عامة، ويطالبون مثل هؤلاء بضرورة "التعامل مع كل حالة إصابة بمرض السكري على أنها حالة خطيرة".  

ولعل أهم ما ينبغي على مريض السكر أن يدركه، هو التحكم في كل من مستوى ضغط الدم ومستوى السكر في الدم والنزول بهما إلى المعدلات الطبيعية، وذلك إذا ما أراد أن يتجنب الإصابة بالسكتة الدماغية وغيرها من المضاعفات.

يذكر أن الكثيرين من مرضى الضغط يتكاسلون عن تناول عقاقير ضغط الدم بانتظام بسبب أعراضها الجانبية، مثل السعال الجاف والدوار والاضطرابات المعوية، وهناك من يتوقف تمامًا عن تناولها.

وينصح الخبراء مرضي السكر بضرورة العمل على خفض الوزن والقيام بمزيد من التمرينات الرياضية مع التقليل من تناول الملح في الغذاء، جنبًا إلى جنب مع تناول الدواء.

0 التعليقات:

إرسال تعليق